المجلة | آيـــة |{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِل

/ﻪـ 

{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}
أي هذا أمر لك يا محمد ولمن معك من المؤمنين باتباع ما أوحي إليك من ربك من أمر التوحيد وأصول شرائع الدين من غير أن يصدك ما تشاهده من استكبار المشركين عن الخضوع لكلمة الحق والإعراض عن دعوة الدين. ولا تشغل قلبك وخاطرك بهم, بل اشتغل بعبادة الله والدعوة لهذا الدين فإن ما أوحي إليك من ربك هو الحق الذي لا مرية فيه لأنه منزل من ربك بالحق. اتبع ما أوحي إليك من ربك الذي له العناية البالغة بك والرحمة المشتملة عليك إذ خصك بوحيه وأيدك بروح الاتباع، وأعرض عن هؤلاء المشركين لا بأن تدعهم وما يعبدون وتسكت راضيا بما يشركون فيكون ذلك إمضاء للوثنية فإنما الإله واحد؛ وهو ربك الذي يوحي إليك، لا إله إلا هو، بل إن تعرض عنهم فلا تجهد نفسك في حملهم على التوحيد ولا تتحمل ما يفوق طاقتك فإنما عليك البلاغ ولست عليهم بحفيظ ولا وكيل، وإنما الحفيظ الوكيل هو الله؛ ولم يشأ لهم التوحيد، ولو شاء ما أشركوا لكنه تركهم وضلالهم لأنهم أعرضوا عن الحق واستنكفوا عن الخضوع له.

المزيد